إغلاق جامعة النجاح الأربعاء والخميس: إطلاق نار وإصابة طلبة باعتداء عناصر أمن

إغلاق جامعة النجاح الأربعاء والخميس: إطلاق نار وإصابة طلبة باعتداء عناصر أمن

- ‎فيأخبار البلاد
64

أُصيب عدد من طلبة جامعة النجاح الوطنية في نابلس بالضفة الغربية المحتلة، اليوم الثلاثاء، إثر الاعتداء عليهم من قِبل عناصر أمن في الجامعة، التي شهد محيطها إطلاق نارٍ صوب طلبة، فيما أعلنت الجامعة، إغلاق حرمها، وتعليق الدوام الوجاهيّ يوميّ الأربعاء والخميس، لتزعم في بيان أصدرته في وقت لاحق، “إصرار بعض الجهات على تأجيج الأزمة داخل الجامعة، ما أدى إلى حدوث ما حدث اليوم”. وفي المقابل، طالبت “الكتلة الإسلامية” في الجامعة، “بإقالة رئيس الأمن الجامعي، وفصل كل العناصر الأمنية التي شاركت بقمع الطلبة والاعتداء على وقفتهم السلمية”.

ذكرت الجامعة عبر منشور في صفحتها بـ”فيسبوك”، أنّ التعليم يومي الأربعاء والخميس، “سيكون إلكترونيا، ويشمل المختبرات والمساقات العملية الأخرى”، دون أن تتطرّق لأسباب ذلك.

وقمع عناصر من أمن الجامعة، فعالية طالبت بـ”حياة جامعية آمنة”، وإلغاء قرارات فصل عدد من الطلاب، وتمّ رشّ غاز الفلفل على الطلاب.

واعتدى عناصر أمن كذلك، على وزير التعليم الفلسطينيّ الأسبق، ناصر الدين الشاعر عضو الهيئة التدريسية الحاليّ، أثناء دخوله الحرم الجامعي بالتزامن مع اعتداءات على الطلبة المعتصمين في الحرم الجامعي. كما اعتُدي على النائب الأكاديمي في الجامعة، عبد السلام الخياط، خلال محاولته التدخّل، بحسب ما أوردت مصادر محلية.

وأفادت مصادر محلية بدخول عناصر أجهزة أمنية بزيّ مدنيّ للجامعة، مشيرة إلى أن العناصر المذكورة شاركت في قمع الطلبة.

وقال أحد طلبة الجامعة: “ما تعرضنا له أشبه بالمصيدة، إذ حاصرنا نحو 100 عنصر أمن، واستفردوا بالطلبة على شكل مجموعات وضربوهم، إلى جانب رش غاز الفلفل عدا عن جروح تعرض لها الطلبة في الرأس”.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو من المكان، إصابة العديد من الطلاب، فيما تمّ نقل بعضهم إلى المشفى لاستكمال تلقي العلاج، بواسطة سيارة إسعاف.

واعتدى عناصر أمن على مراسل “العربي الجديد”، سامر خويرة واعتقلوه من أمام مستشفى “رفيديا” في نابلس، أثناء تغطيته لنقل طلبة مصابين من الجامعة، فيما أكّد الموقع بعد ذلك بوقت وجيز، أنّ خويرة نُقِل إلى المشفى بعد اعتداء الأمن الفلسطيني عليه.

ونقل “العربي الجديد” عن المتحدث باسم الحراك الطلابي المستقل، صهيب حمد، القول إن “عشرات من أمن الجامعة اعتدوا بالضرب المبرح ورشوا الفلفل الحار على الطلبة والطالبات، وسحبوا واحدا تلو الآخر إلى خارج الجامعة، ما سبّب إصابات بالغة للبعض”.

وذكر حمد أن “الحراك كان يواصل فعالياته السلمية ضد قرارات الجامعة، وللمطالبة بحق الطلبة في حرية التعبير، وفي حياة جامعية آمنة”.

وأضاف: “كنا وسنظل نطالب إدارة الجامعة بتحديد وظيفة أمن الجامعة، وهي الحفاظ على الأمن. لا يوجد طالب يريد أن يدرس في جامعة يعتدي عليه موظفو الأمن فيها. ما يجري يهدد مستقبل الطلبة، خاصة أننا على أبواب التسجيل للفصل الدراسي الجديد”.

تعقيب الجامعة على الأحداث

بدورها، أعربت الجامعة النجاح عن “أسفها” إزاء ما حدث، مشيرة إلى متابعة إدارتها الحثيثة لكافة التفاصيل، داعية “كافة الأطراف لضبط النفس، والحفاظ على المسيرة التعليمية”.

وقالت الجامعة في بيان أصدرته مساء اليوم، إنه و”على الرغم من اتخاذها خطوات حاسمة لمنع تكرار المظاهر التي حدثت خارج أسوارها، إلا أن إصرار بعض الجهات على تأجيج الأزمة داخل الجامعة أدى إلى حدوث ما حدث اليوم”.

وادّعت أن “’الكتلة الإسلامية’ قامت وتحت شعار ’الحراك الطلابي’ بالعمل على الدعوة لاعتصام منذ يومين، ومرّ اعتصامهم دون أي مشاكل تذكر، حيث التزم أمن الجامعة بالضوابط الإدارية الناظمة، واتخذت الجامعة بحق من خالف منهم التعليمات يوم الأربعاء الماضي أقسى العقوبات وهي الفصل النهائي من الجامعة”.

وأضافت في بيانها، أن “الوقفة التي دعت إليها ’الكتلة الإسلامية’ ومن خلال ’الحراك الطلابي’ داخل الجامعة، مرّت بهدوء وسلام، ولم يعترض أي شخص من الجامعة المعتصمين، وأن إدارة الجامعة اجتمعت مع مجموعة من الطلاب، واستمعت لمطالبهم ووعدتهم بالنظر فيها بشكل مباشر وبحد أقصى بداية الأسبوع القادم”، على حدّ قولها.

وذكرت إدارة الجامعة أنها “فوجئت أثناء اجتماعها مع مجموعة من الطلاب باتصالات هاتفية تتحدث عن مشكلة على بوابات الجامعة، وأنه وبعد الاستماع لشهادات ميدانية فإن ما حصل هو محاولة مجموعة خارجية وطلبة ممن تم فصلهم اقتحام بوابات الجامعة، ما تسبب باندلاع مشكلة عند البوابات الخارجية للجامعة بينهم وبين أمن الجامعة، الأمر الذي أسفر عن إصابة عدد من الطلبة وعناصر الأمن بجروح بسيطة”.

من جانبها، طالبت “الكتلة الإسلامية” في الجامعة “بإقالة رئيس الأمن الجامعي، وفصل كل العناصر الأمنية التي شاركت بقمع الطلبة والاعتداء على وقفتهم السلمية”.

مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق

في السياق، طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم”، “بتشكيل لجنة تحقيق، وفق أنظمة الجامعة، ونشر نتائجه لضمان شفافية الإجراءات، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يثبت تورطه في الاعتداء على الطلاب، مع تقديم الاعتذار لمن تم الاعتداء عليهم، وضمان حق جميع الطلاب في التعبير والتنظيم والعمل النقابي بحرية”، محمّلة “إدارة الجامعة المسؤولية الكاملة عن سلوك الأمن واعتداءاته”.

أحد الطلبة المصابين

كما طالبت “الأطر الطلابية كافة، بضرورة عدم الانجرار إلى مواقف تصعيدية تزيد من تعميق الأزمة وتضر بالعملية التعليمية في الجامعة، والاحتكام إلى لغة الحوار بين مكونات الجامعة، لمعالجة وتجاوز أية أزمات”.

وذكرت الهيئة أنها “تتابع الأحداث المؤسفة التي وقعت… أمام وداخل حرم جامعة النجاح الوطنية القديم، وما رافقه من اعتداء عناصر من أمن الجامعة بالضرب ورش الغاز على مجموعة من الطلبة، أدى إلى إصابة عدد منهم بجراح مختلفة، وذلك خلال تنظيمهم وقفه سلمية أمام بوابة الجامعة للمطالبة بحقوق طلابية، كما اعتدى أمن الجامعة خلال الاحداث على الدكتور ناصر الدين الشاعر عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الذي كان يساهم في جهود الوساطة لإنهاء الأزمة”.

وقالت إنه “من المؤسف أن تقع هذه الأحداث المدانة بعد انتهاء اجتماع إيجابي لنائب الرئيس للشؤون الأكاديمية مع ممثلين عن الحراك الطلابي، أفضى إلى تفاهمات إيجابية لإنهاء الأزمة. وحسب توثيق الهيئة، فقد كان بإمكان أمن الجامعة التعامل مع التجمع الذي حصل أمام بوابة الجامعة ومحاولة بعض الطلاب المفصولين الدخول إلى الجامعة بطريقة مختلفة، واستيعاب الوضع دون الحاجة إلى اللجوء إلى القوة المفرطة والعنف ورش الغاز في مواجهة الطلاب والطالبات”.

وأشارت إلى أن “هذه هي المرة الثانية خلال أسبوع التي يعتدي فيها أمن جامعة النجاح على الطلاب بالضرب، ما يستدعي قيام الجامعة بإجراءات جدية لمراجعة سلوك أمن الجامعة وعنف بعض عناصره، واتخاذ إجراءات وحازمة لضمان عدم تكرار ما حدث، وضبط سلوك أفراد أمن الجامعة وكف تدخلهم المباشر في النشاطات الطلابية، واتباع الأمن لمرجعية واضحة في إدارة الجامعة تضمن الإشراف الإداري المناسب عليه، وعلى عناصره ومساءلتهم عن أية مخالفات أو سلوك غير مهني يقع منهم”.

وشارك العشرات من طلبة الجامعة، أمس الإثنين، في وقفة احتجاجية أمام مبنى إدارة الجامعة، في أعقاب فصل عدد من الطلاب.

ونقل موقع “ألترا فلسطين” عن حمد، قوله أمس إنه “توصلنا لاتفاق مبدئي مع إدارة الجامعة على إعادة 7 طلاب أعلنت الجامعة فصلهم، بينهم 5 من الكتلة الإسلامية واثنان من الشبيبة”.

وقال نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون المجتمعية، رائد الدبعي، لـ”ألترا فلسطين”، إنه “لم نتفاوض مع ما يسمى بالحراك الطلابي، وقرارات فصل الطلاب العشرة ما تزال كما هي، ومن يريد أن يراجعها بإمكانه تقديم استئناف”.

وجاءت الوقفة في أعقاب قرار إدارة جامعة النجاح بفصل 15 شخصا بينهم 5 طلاب من الكتلة الإسلامية و5 طلاب من الشبيبة ومثلهم من أمن الجامعة، على خلفية الأحداث أمام الجامعة قبل أيام.

ويذكر أن عناصر أمن بزي مدني اعتدوا على صحافيين وطلاب من الكتلة الإسلامية خلال وقفة احتجاجية يوم الأربعاء الماضي، أمام مبنى الجامعة.

وأظهرت مقاطع مصورة آنذاك اعتداءات بالضرب بين عناصر أمن بزي مدني، على طلاب من الكتلة الإسلامية.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *