دفعت ظروف انتشار جائحة كورونا، التي عصفت بالعالم وفلسطين خلال العامين الماضيين، مجموعة من الشبان في قطاع غزة إلى إنتاج تطبيق “أنا توجيهي” لطلبة الثانوية العامة الذين يتأهلون لمتابعة مسارهم في الكليات والجامعات.
ويوفّر التطبيق مجموعة من الدروس المكتوبة والمصورة، إلى جانب اختبارات للأعوام السابقة مع الحلول، مع نماذج جديدة، وبعض التدريبات الأخرى التي تحاكي التوقعات الخاصة بالأعوام الدراسية، مع إدخال تحديثات مستمرة وفقاً للمتغيرات الحاصلة في المنهج.
وعمل الشبان جاسر الآغا وأحمد شعت وأحمد الشاعر وراشد الفرا على إنتاج التطبيق عام 2020 مع بداية جائحة كورونا، وواصلوا العمل على تطويره وتعزيزه حتى تمكنوا من تحقيق انتشاره في صفوف طلبة الثانوية العامة.
ويستهدف التطبيق طلاب الفروع الدراسية العلمية والأدبية والريادية، فيما يسعى القائمون على التطبيق إلى إدراج أفرع الشرعي والصناعي خلال السنوات المقبلة، من أجل أن يصبح التطبيق شاملاً لكل أفرع الثانوية العامة “التوجيهي”.
وترتكز فكرة التطبيق على توفير كل ما يحتاجه الطالب في مكان واحد، بحيث يكون مصدراً واحداً يعتمد عليه الطالب في دراسته لاجتياز امتحان الثانوية العامة الذي يعتبر مرحلة مفصلية بالنسبة إلى الطلبة في فلسطين يحدد مسار حياتهم الجامعية.
ويتضمن التطبيق أقساماً متعددة لكل فرع من الأفرع الدراسية، إلى جانب فصل كل مادة عن الأخرى في تبويب خاص بها يسهل على الطالب الوصول إلى المادة الدراسية والملخصات والملاحق الخاصة بها دون قيود أو تعقيدات، مع توفير خدمات أخرى.
وإلى جانب التطبيق، عمل الفريق على تخصيص قناة خاصة به عبر أحد تطبيقات التراسل الفوري بهدف التواصل مع الطلبة والاستجابة لطلباتهم والردّ على استفساراتهم المتعلقة بالمواد الدراسية أو بعض الدروس المطلوب الوصول إليها.
في الأثناء، يقول الشاب جاسر الآغا إن الهدف من التطبيق توفير مكتبة إلكترونية للطلبة بشكلٍ مجاني تعمل على اختصار الوقت والجهد بدلاً من البحث عن المواد التعليمية، إلى جانب التوفير مادياً على الطلبة وذويهم، عبر توفيرها بشكل متاح ومجاني.
ويوضح الآغا أن من بين الأهداف التي سعى هو وزملاؤه لتحقيقها من خلال هذا التطبيق “تنمية استخدام الهواتف الذكية في المسيرة التعليمية، خصوصاً على صعيد طلبة الثانوية العامة، وحتى المدرسين”.
ولا يقتصر عمل الشبان الأربعة على إدخال المواد الدراسية وجمعها، إذ يقسمون فيما بينهم المواد الدراسية، وتحديداً العلمية منها، كالرياضيات والفيزياء والأحياء، للتأكد من صحة المعلومات والإجابات المتعلقة بالاختبارات لضمان وصول المعلومات بشكل صحيح ودون نسبة خطأ للطلبة.
ويستعين القائمون على التطبيق ببعض المدرسين الذين يعملون في مجال تدريس طلبة الثانوية العامة إلى جانب دورهم الشخصي، عدا عن التواصل المستمر مع الطلبة ممن يستخدمون التطبيق الذي طُرح عبر الهواتف الذكية.
وبلغ معدل تحميل التطبيق من المتجر قرابة 40 ألف تحميل، فيما يبلغ إجمالي المستخدمين النشطين نحو 10 آلاف طالب حالياً، بحسب البيانات التي جمعها الفريق القائم على تطبيق “أنا توجيهي” خلال الأسابيع القليلة الماضية.
إلى ذلك، يقول الشاب أحمد شعت إنّ العقبات التي واجهتهم خلال العمل على التطبيق كانت تتمثل بقلة المصادر الإلكترونية، ما اضطرهم إلى القيام بعمليات جمع يدوية، وهو ما استغرق وقتاً طويلاً، مقارنة بوقت البرمجة البسيط للتطبيق.
ويضيف شعت، أنهم يعملون حالياً على تطوير التطبيق بشكل أكبر، من أجل تعزيز حضور بقية الأفرع الدراسية على صعيد الثانوية العامة، بما يخدم جمهور الطلبة الذين يقدَّر عددهم سنوياً بعشرات الآلاف على مستوى الأراضي الفلسطينية.
ويأمل القائمون على تطبيق “أنا توجيهي” أن يصبح تطبيقهم الذي جرت برمجته بجهد ذاتي بحت منهم مرجعاً للطلبة يوفر لهم الدروس والشروحات العلمية بشكلٍ مجاني، بما يراعي ظروف الأهالي المالية في ظل الواقع المعيشي الصعب في غزة.
ويدرس شعت وزملاؤه حالياً البدء خلال الصيف المقبل ببرمجة تطبيق منفصل عن “أنا توجيهي” مخصص لطلبة المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، بما يخدمهم علمياً، ويوفر لهم المتطلبات الدراسية على غرار التطبيق الأول، وبما يعزز فكرتهم بانتشار التعليم في الهواتف الذكية.
وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة برمجة التطبيقات الذكية بين شبان غزة على شتى المجالات بين التطبيقات المتعلقة بالعملية التعليمية أو التطبيقات الترفيهية أو الخدماتية، مع انتشار واسع لاستخدام الهواتف الذكية، نقلا عن “العربي الجديد”.