باتت اليوغا واحدة من أكثر الأنشطة البدنية رواجاً، حيث يقوم بمزاولتها نحو عشرات الملايين حول العالم، نظراً لفوائدها الكبيرة على الصحة الجسدية والنفسية.
اليوغا وعلم النفس
العلاقة بين اليوغا وعلم النفس الإيجابي قوية. حيث توفر اليوغا فرصة ممتازة للدخول في التدفق، وهي حالة الانخراط الكامل والحاضر في الوقت الحالي دون الاهتمام بمرور الوقت. يمكن أن تساعد ممارسة اليوغا الأشخاص على تنمية اليقظة الذهنية وزيادة الوعي وتحسين قدراتهم في التركيز على ما هو في متناول اليد.
تشجعك هذه الرياضة على استخدام العقل والجسم في نفس الوقت. وتتطلب جلسة اليوغا حركة دقيقة وواعية، ولكنها تتطلب أيضاً التفكير اليقظ والوعي المعزز.
فوائد اليوغا الصحية
مجموعة من الفوائد الصحية يتمنحك إياها مزاولة رياضية اليوغا، وهي كالآتي:
– تحسّن المرونة
المرونة عنصر مهم للصحة الجسدية. واليوغا مفيدة بشكل خاص في تحسين المرونة لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق وفق دراسة علمية نشرت عام 2019، حيث تعدُّ المرونة المنخفضة جزءاً طبيعياً من الشيخوخة.
– تقلل الالتهاب
غالباً ما تكون مقدمة المرض هي الالتهاب المزمن. وفحصت إحدى المراجعات 15 دراسة بحثية ووجدت أن اليوغا – من مختلف الأساليب والشدّة والمدد – قللت من العلامات البيوكيميائية للالتهاب عبر العديد من الحالات المزمنة.
– تزيد من القوة
بينما يربط معظم الأشخاص اليوغا بالتمدد والمرونة، يمكن أيضاً اعتبار بعض أنواع دروس اليوغا بمثابة بناء للقوة. يعتمد الأمر فقط على مستوى الفصل والنهج والمدرّب. وقد وجدت دراسة أُجريت على أفراد القوات الجوية أنّ اليوغا هي ممارسة فعّالة لبناء القوة عبر العديد من الفئات العمرية للمشاركين الأصحاء.
– تحسّن جودة الحياة
تعرّف منظمة الصحة العالمية جودة الحياة، على أنها “تصور الفرد لمكانته في الحياة في سياق الثقافة وأنظمة القيم التي يعيش فيها وفيما يتعلق بأهدافه وتوقعاته ومعاييره واهتماماته”، وقد أظهر تحليل تلوي لعام 2019 إمكانات واعدة لليوغا لتحسين جودة الحياة لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن.
– تعزز المناعة
عندما تتعرض مناعتك للخطر، تكونين أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ووجدت بعض الدراسات صلة واضحة بين ممارسة اليوغا (خاصة على المدى الطويل) وتحسين أداء الجهاز المناعي، ويرجع ذلك جزئياً إلى قدرة اليوغا على مكافحة الالتهاب، كما يرجع جزئياً إلى تعزيز المناعة الخلوية.
– تحسّن التوازن
التوازن ليس مهماً فقط عندما تحاولين الوقوف على ساق واحدة في Tree Pose في فصل اليوغا، لكنه ضروري أيضاً للحركات اليومية البسيطة مثل التقاط شيء ما من على الأرض، والوصول إلى الرف، ونزول السلالم…
وثبت أن اليوغا تعمل على تحسين التوازن والأداء العام لدى الرياضيين. وأشار بحث تمَّ إجراؤه على السكان الأصحاء إلى أن التوازن قد يتحسن لدى معظم الأفراد عند المواظبة على ممارسة اليوغا، كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن اليوغا يمكن أن تحسن التوازن لدى كبار السن.
– تحسن وظائف القلب والأوعية الدموية
يعتبر البراناياما، الذي يشار إليه غالباً باسم “التنفس اليوغي”، جانباً مهماً ومفيداً لليوغا.
نشرت مجلة الأيورفيدا والطب التكاملي مراجعة لـ1400 دراسة تبحث في التأثيرات الكلية للبراناياما، ووجدت أن هذا النوع من التنفس يحسّن أداء العديد من الأنظمة في الجسم. ووجدت الدراسة أن نظام القلب والأوعية الدموية قد استفاد بشكل كبير من التحكم في وتيرة التنفس، مشيرة إلى انّ التنفس اليوغي قد يحسن عمل القلب والدماغ.
– تحسّن صحة الدماغ والعظام وتقلل الإرهاق
أظهرت إحدى الدراسات أن 12 دقيقة فقط من اليوغا يومياً يمكن أن تحسّن صحة العظام بشكل كبير.
وجدت مراجعة حديثة لـ 34 دراسة بحثية نمطاً ناشئاً أنَّ اليوغا تساهم في تحسين أداء الدماغ في المراكز المسؤولة عن الإدراك الداخلي (التعرف على الأحاسيس داخل جسمك).
وخلصت دراسة حديثة تبحث في الإرهاق بين العاملين في رعاية المسنين خلال جائحة COVID-19 إلى أن تدخلات التأمل القائمة على اليوغا ساعدت بشكل كبير في تقليل آثار الإرهاق من خلال تحسين الوعي الداخلي.
– شدّ القوام
تعمل اليوغا على تحسين مظهرك من خلال الوقوف بشكل أطول، والشعور بمزيد من الثقة، وإدارة الوزن بشكل أكثر فاعلية.
فوائد اليوغا النفسية
تفيد اليوغا في تحسين الصحة النفسية، من خلال:
– الشعور بالسعادة
تطلق اليوغا عند ممارستها مواد كيميائية تبعث على الشعور بالسعادة في الدماغ. وتشمل المواد الكيميائية المعززة للمزاج رسل الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين.
– تخفيف الاكتئاب
تشير الدراسات إلى أن اليوغا يمكن أن تخفف من الاكتئاب. ووجد الباحثون أن اليوجا يمكن مقارنتها بالعلاجات الأخرى، مثل الأدوية والعلاج النفسي.
كما يمكن أن تفيد حتى أولئك الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد.
وثبت أن كل من علاجات اليوغا القائمة على الحركة والممارسات القائمة على التنفس تحسّن بشكل كبير أعراض الاكتئاب.
-الحد من التوتر
يمكن لشد العضلات واسترخائها أن يقلل من التوتر. قد تستفيدين أيضاً من الأجواء الهادئة والموسيقى الهادئة والسلوك الإيجابي الذي ستجدينه في معظم دروس اليوغا.
– تخفيف القلق
قد تكون تمارين التنفس المتضمنة في اليوغا فعّللة بشكل خاص في التخفيف من حدّة القلق، حيث توجد علاقة بين القلق ومشاكل التنفس.
– جودة النوم
ثبت أن اليوغا تُحسِّن من سرعة النوم؛ هذا يرجع جزئياً إلى آثار ما بعد التمرين والتهدئة الذهنية وتخفيف التوتر الذي توفره اليوغا على وجه التحديد.
كما تُظهر العديد من الدراسات أن اليوجا نيدرا مفيدة بشكل خاص في تحسين النوم.
– احترام الذات
غالباً ما تكون صورة الجسد واحترام الذات تحدياً خاصاً للمراهقين والشباب. والخبر السارّ هو أن العديد من الدراسات الحديثة يُظهر نتائج إيجابية عند استخدام اليوغا لتحسين احترام الذات وصورة الجسم المتصورة لدى هؤلاء.
– تعزز العادات الصحية الأخرى
إذا كنت تمارسين اليوغا، فمن المرجح أن تختاري المزيد من الأطعمة الصحية. قد تكون اليوغا أيضاً بوابة لأنواع أخرى من النشاط البدني. يمكن أن يلهمك التعرّض للأشخاص المهتمين بالصحة لإجراء تغييرات إيجابية أخرى في نمط حياتك المتبع.