تبدو رحلات البحث عن الوظائف شاقّة ومتعبة لكثيرين، في مقابل إدراك البعض الآخر الحيل والأسرار التي ترفع حظوظهم في الفوز بالمناصب الشاغرة المرموقة.
قبل البحث عن أي وظيفة
قبل البحث عن أي وظيفة، يفيد أن يطرح المرء على ذاته الأسئلة الآتية: هل أنا قيّم كفاية لأي شركة؟ كيف سأفيد هذه الأخيرة؟ ولماذا سأستقيل من العمل من أجل هذه الوظيفة الشاغرة؟ وما هو الراتب المتوقّع؟ أضف إلى ذلك، يوضّح رائد الأعمال هاني سويلم عبد الحميد أن “الحصول على وظيفة يستغرق ثلاثة شهور من الانتظار على الأقلّ، وذلك مع التواصل مع الشركات، بصورة يوميّة، بواقع 5 ساعات عبر البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية والهاتف والمقابلات المباشرة”. وهو يُعوّل أهمّية على انخراط المراء في أي تجمّع (جمعيّة خيريّة أو نقابة او نشاط جامعي أو ناد اجتماعي)، فهذا الأمر يُحدث فارقًا كبيرًا في رؤية المشرف على التوظيف”، لافتًا إلى أنّه “في غياب الخبرة، حتّى لو كانت الأخيرة نظريّة، يصعب الفوز بأي وظيفة، ما يحتّم بالمقابل الإلمام الجيّد بالأحداث والأساليب والتقنيات والأخبار في مجال الوظيفة المرغوبة”.
مهارات أساسيّة في السيرة الذاتية
يتطلّب الحصول على وظيفة جيدة أن يكون المرء مجيدًا للغة الإنجليزيّة، تحدّثًا وكتابةً وقراءةً، مع أهمّية التحدّث مع أشخاص تمثّل الإنجليزيّة لغتهم الأمّ. الجدير بالذكر أن أمر تعلّم اللغة لايستغرق سوى بضعة شهور. أضف إلى ذلك، الخبرة في الحاسب الآلي مطلوبة، علمًا أن الأمر يتجاوز الإلمام بحزمة برامج الـ”أوفيس”، بل يشتمل أيضًا على برامج “ERP” و”CRM” أو العمل على مجموعة “أدوبي”. ويدعو رائد الأعمال إلى أن لا تنحصر المهارات في حلّ المشكلات أو التعلم السريع، وأن تتضمن السيرة الذاتيّة الإنجازات في صورة أرقام. مثلًا: إذا عمل الساعي إلى الوظيفة في مجال المبيعات، عليه أن يكتب العوائد التي حقّقها، أمّا إذا كانت الهندسة مجاله، فعليه أن يذكر المشاريع التي سبق أن انضمّ إلى فرق العمل فيها. في مجال التسويق، يفيد ذكر عدد الحملات الإعلانية أو التسويقية والاستراتيجيّات الناجحة التي كان أدارها المرشّح، في إطار كتابة السيرة الذاتيّة.
من جهة ثانية، ينهي رائد الأعمال عن إرسال السيرة الذاتية لوظائف شاغرة خارج تخصّص المرء أو ماضيه الوظيفي، كما في حالة الترشّح إلى وظيفة في خدمة العملاء، بعد قضاء خمسة أعوام في مجال المحاسبة! ويشدّد على أهمّية كتابة السيرة الذاتية بلغة سليمة، وتصحيح الأخطاء الإملائيّة، قبل الإرسال.
أسرار النجاح في المقابلة الشخصيّة
- يفيد إظهار الساعي إلى الوظيفة بأنّه مطلوب في أماكن أخرى، وبأن دوره سيكون أساسيًّا في الشركة، خلال الكلام في المقابلة الشخصيّة.
- يجب حسن اختيار المصطلحات، لا سيّما تلك المتعلّقة بميدان التخصّص.
- يُنصح بالبعد عن المبالغة في الإقناع، وعن الكلام الطويل مع ممثّل الشركة، أثناء التواصل الهاتفي، فكلّما قلّ كلام الساعي إلى الوظيفة بدا أكثر إقناعًا للجهة الأخرى.
- إذا لم يعثر المرء على وظيفة مناسبة، يصحّ العمل في التدرّب في إحدى الشركات الرائدة، لأنّ ذلك سيضيف قيمة إلى السيرة الذاتية وسيزوّد بالخبرة التي ستؤهّل للحصول على “الوظيفة الحلم”.
- يُناسب التسويق للذات Self Branding عبر حسابات الساعي إلى الوظيفة على وسائل التواصل الاجتماعي و”لينكدإن” ومواقع التوظيف، الأمر الذي سيوفّر للمرء متابعين، وهؤلاء سيساعدون في الحصول على وظيفة مناسبة.
- لا يصحّ قبول وظيفة تقلّ شأنًا عن الوظيفة السابقة، فالنزول في السلّم الوظيفي يدمّر فرص الترقّي. في حالة تقلّص الوظائف المناسبة الشاغرة، يمكن اللجوء إلى الإفادة من المهارات في العمل الحرّ عوضًا عن قبول وظيفة أو منصب أدنى.